خاطب وزير المالية بحكومة الوفاق فرج بومطاري، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، ورئيس مجلس النواب المنعقد في طرابلس، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، بشأن عدم تفعيل آليات السياسة النقدية.
بومطاري اشتكى، في خطابه، الذي تحصلت قناة مصارف على نسخة منه، من عدم تجاوب المصرف المركزي في طرابلس، برئاسة الصديق الكبير، مع خطابات مالية الوفاق بضرورة تفعيل آليات الدفع وفقا للإجراءات المصرفية المعتمدة، لاسيما مع قرب انتهاء الأجل المحدد بقرار المجلس الرئاسي رقم 47 لسنة 2020م، القاضي تمديد فترة السماح باستيراد السلع والبضائع دون الالتزام بآلية الدفع المصرفية المتبعة من خلال المصرف لمدة ستة أشهر.
وأضاف بومطاري "إن وزارة المالية استشعارًا منها مبكرًا لأهمية الأمر، فقد خاطبت المحافظ مرتين متتاليتين بموجب كتاباتها رقمي 194، و224، مطالبة المصرف بضرورة تفعيل آليات الدفع وفقا للإجراءات المصرفية، إلا أن المصرف لم يتجاوب مع هذه المراسلات لوضع حلول ناجعة لهذه الإشكالية، بالرغم من طول الفترة الزمنية من تاريخ صدور القرار في 12 يناير الماضي”.
ورأى أن إعادة تدخل حكومة الوفاق بتمديد هذا القرار، والذي سيكون للمرة الثالثة على التوالي، ليست الطريقة المثلى للمعالجة، بل إن تكرار تدخل الحكومة في معالجة جزئيات ذات علاقة بالسياسة النقدية في ظل غياب تام لدور المصرف المركزي، بدون شك سيزيد الوضع سواء، ولن تكون متناغمة مع التشريعات واللوائح المنظمة لعملية استيراد السلع والبضائع، وفقا للخطاب.
وأكد بومطاري أن استمرار هذه السياسة تؤدي إلى تنامي السوق الموازية واتساع حركة غسيل الأموال والتي قد تستخدم في أغراض غير مشروعة، كما تخل بمستوى استقرار الأسعار بالسوق، مطالبا الجهات المخاطبة بدفع مركزي طرابلس على تأدية دوره الرئيسي في تفعيل آليات السياسة النقدية.
وأخلى وزير مالية الوفاق مسؤوليته القانونية عن أي آثار تنتج عن "تقاعس” المصرف المركزي في طرابلس للقيام بدوره، إذ أن مصلحة الجمارك سوف تتمسك بتطبيق صحيح القانون، بحسب تأكيده.