أصدر السيد رئيس المجلس الرئاسي اليوم كتابا طلب فيه من السيد المحافظ البدء الفوري في بيع مخصصات النقد الأجنبي للأفراد بالسعر المعتمد مضافا اليه الرسوم المقررة أي بسعر 3.65 تقريبا و بسقف 5000 ألاف دولار للفرد حسب الرغبة و الطلب .
و نظراللأوضاع المالية السيئة التي تعيشها و تعانيها الحكومة اليوم و ذلك بعد أن فقدت مصدر أيراداتها الوحيد و هو النفط من ناحية و إستنفاذها لإحتياطياتها و تراكم الدين العام الذي تجاوز 100 مليار دينار وفق لتصريحات رسمية عن السيد وزير المالية .
و بالإشارة إلى الترتيبات المالية المعتمدة للعام الحالي بقيمة 38.5 مليار دينار و التي سيمول المركزي قرابة 0/070 منها و إلى التفاهمات التي تمت بشأنها و التي تعكس في شكلها و مضمونها تلك الأوضاع المالية السيئة والمتأزمة .
و بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تعيشها البلاد منذ ست سنوات بسبب الإنقسام و الإنسداد السياسي و التي تعتبر السبب الرئيس و المباشر فيما أل اليه حال البلاد اليوم .
وبما إن الرئاسي طلب إستئناف البيع بالسعر المقرر حاليا و هو 3.65 دينار للدولار و ليس بالسعر الذي تم الإتفاق بشأنه مع المركزي في وقت سابق .
عليه فإني أرى و أتوقع و من زاوية إقتصادية عدم إستجابة المركزي لهذا الطلب و ذلك لأسباب و إعتبارات أراها منطقية و لها ما يبررها و ذلك بالظر إلى التداعيات و الأثار السلبية التي سيخلفها هذا الطلب على الإقتصاد الذي يقف اليوم على حافة الإنهيار إن لم يكن قد انهار فعلا ، كما أتوقع أن يتجه سعر الدولار إلى الإرتفاع مجددا بإعتبار إنخفاضه اليوم كان بسبب ذلك الطلب .
و بما إن الأزمة الإقتصادية اليوم لم تعد ظرفية بل هيكلية بإمتياز فإن الأمر يتطلب حلول و إصلاحات حقيقية هيكلية و جذرية لإنقاذ الإقتصاد ترتكز على حل سياسي شامل ينهي حالة الإنقسام و الإنسداد و يرسئ الإستقرار في كافة ربوع البلاد و أي حل لا يستند على هذه الركيزة ما هو إلا مزيدا لأهدار ماتبقى من موارد و ضياع للوقت و مزيدا لتفاقم معاناة المواطنين .