تناولت في المقال السابق ما يجب على الحكومة أن تتذكره قبل إتخاد قرارها برفع الدعم عن الوقود لكن اليوم سنتناول ما بجب عليها فعله قبل إتخادها لهذا القرار لعل أبرزها .
1- ضرورة إلتزامها بمبادئ الإفصاح و الشفافية و مصارحة الشعب بحقيقة و خطورة الوضع الإقتصادي الذي تعيشه البلاد و مألاته و بالمبررات و الدوافع وراء إقدامها على هذا الإجراء المتسرع و المتهور لإن إدعائها بحرصها على المال العام الذي يهدر جراء التهريب و الذي تقدر قيمته ب 1،300 مليار دينار سنوياً أي ما نسبته 0/040 من صافي فاتورة الوقود المقدرة ب 3،400 مليار دينار و ذلك وفق ما أعلنته وزارة الإقتصاد إدعاء غير مقنع لإنها أي الحكومةً تهدر سنوياً أضعاف مضاعفة لهذا المبلغ فخلال العام 2019 م فقط و و وفق لبيان عن المركزي (مرفق صورة منه) أهدرت ماقيمته 9.400 مليار دينار على الجهاز الإداري و هذا الجهاز معروف غير منتج و إنتاجيته سالبة كما أهدرت قرابة 4.600 مليار دينار في شكل إنفاق تنموي فبإسثناء القيم المخصصة للمؤسسة للنفط و البالغة 1.000 مليار دينار فإن معظم المبلغ المتبقي صرف كعادته بموجب مستخلصات أعمال على الورق لا على الأرض ، بل أهدرت و في غضون شهرين قرابة نصف مليار دينار و هو الميزانية المخصصة لمواجهة كورونا إضيف لها مبلغ 211 مليون دينار و مع ذلك لم يرى و لم يلمس المواطن شيء من هذه المبالغ لا لا مستلزمات طبية و لا أدوية و لا تعويضات مالية عن الحظر بل مدن بحالها مستشفياتها توقفت عن إجراء كشوفات إختبار الفيروس لعدم توفر الأجهزةًالطبية .
2- ضرورة تحملها لمسؤولية الفشل في عدم قدرتها على حماية المنافذ و الحدود و في عدم ضمان وصول إمدادات الوقود لمناطق عدة من البلاد و طالما غير قادرة على أداء مهامها كان الأجدى بها تفديم إستقالتها لا أن تبقى و تحمل المواطنين مسؤولية فشلها .
3- عليها أي الحكومة أن تحدد بدقة قيمة الهدر في فاتورة دعم الوقود و مقارنته بقيمة الهدر في الإنفاق التسييري و التنموي و بقيمة الهدر في ملف كورونا على أن تأخد في الإعتبار عند إجراءها للمقارنة إن فاتورة الدعم يستفيد منها كافة المواطنين تقريبا و نسب متفاوتة بطريقة مباشرة و غير مباشرة في حين الإنفاق الإداري و التنموي و في ملف كورونا لا يستفيد منه معظم أفراد الشعب إن لم نقل جله .
4- ضرورة صرفها للقيمة المتراكمة و المستحقة عن علاوة الأبناء و ربات البيوت و منح الطلبة التي تناهز قيمتها من 20 مليار دينار و لا يجوز لها إشتراط صرف هذه العلاوات في مقابل رفع الدعم فهده حقوق مكتسبة للمواطنين و مكفولة بموجب قوانين و قرارات صادرة منذ 2013 م على أن تأخد في إعتبارها إن القوة الشرائية لهده العلاوات تأكلت جراء إرتفاع الأسعار و الدولار فالظروف اليوم ليست بالظروف في 2013 م .
5- صرف قيمة الزيادة المستحقة و المتراكمة لمرتبات العاملين بالقطاع العام و المحددة بنسبة 0/025 من المرتب و الصادر بشأنها قرار عن حكومة زيدان خلال فبراير 2014 م حيث تبلغ القيمة المستحقة لهذه الزيادة قرابة 30 مليار دينار .
6- ضرورةًصرف المقابل النقدي للدعم السلعي الذي تم إقراره بموجب قانون الميزانية العامة رقم (9) لسنة 2015 م حيث تم رفع الدعم عن مادة الدقيق و لم تقم الحكومة بصرف المقابل النقدي .
7- ضرورة محاربة الفساد المشرعن بعد أن تم تطبيعه في كافة مؤسساتها حيث يلتهم هذا الفساد اليوم نسب كبيرة من الميزانية العامة .
8- و أخيراً بجب على الحكومة ألا تقارن نفسها بحكومات دول الجوار أو غيرها لإن لا يوجد مجال للمقارنة فتلك الحكومات تشتغل و تحترق من أجل جباية الضرائب و الرسوم و الحصول على القروض و تنفقها في الأوجه الصحيحة و المخصصة لها و ليس لديها توسع في الإنفاق على الجهاز الإداري لإن إقتصادياً تعتبره إهدار للثروات أما الإنفاق التنموي و الذي أنفق على مدى عقود أتى آكله فهذه الدول لديها اليوم بنى تحتية جيدة من مطارات و طرق عامة و جسور و سكك حديدية و نقل عام و لكن الأهم من ذلك هو إن حكومات تلك الدول لم يمنحها الله سبحانه و تعالى ثروات طبيعية و تعمل على محاربة الفساد و تجرم شرعنته و تطبيعه في مؤسساتها و تنفذ القانون إزاء المخالفين .