آخر الأخبار
أسعار العملات
الدولار الأمريكي  4.5105 د‫.‬ل   اليورو  5.3779 د‫.‬ل   الجنيه الاسترليني  6.2836 د‫.‬ل   الدولار الكندي  3.5755 د‫.‬ل   الدولار الاسترالي  3.4961 د‫.‬ل   الفرنك السويسري  4.8464 د‫.‬ل   الكرونر السويدي  0.5321 د‫.‬ل   الكرونر النرويجي  0.5353 د‫.‬ل   الكرونر الدنمركي  0.7231 د‫.‬ل   الين الياباني  4.15 د‫.‬ل   الريال السعودي  1.2026 د‫.‬ل   الدرهم الاماراتي  1.2281 د‫.‬ل   الدينار التونسي  1.6388 د‫.‬ل   الدينار الجزائري  0.338 د‫.‬ل   الدرهم المغربي  0.5004 د‫.‬ل   اوقية موريتانية  1.26 د‫.‬ل   فرنك افريقي  0.0082 د‫.‬ل   الروبل الروسي  0.612 د‫.‬ل   الليرة التركية  0.6021 د‫.‬ل   الايوان الصيني  0.6941 د‫.‬ل  

اتركوا البنزين في حاله ... !!

اتركوا البنزين في حاله ... !!


تواترت مؤخرا آراء تتبنى بحماس لافت للنظر فكرة استبدال الدعم العيني على السلع والمحروقات بالدعم النقدي . وما من نافذة إعلامية تتيح لهم الظهور للإدلاء بدلوهم في ملف الإصلاحات الاقتصادية ، والخطوات التي اتخذت مؤخرا بشأنها ، إلا وكان موضوع استبدال الدعم هو المدخل والمخرج لآرائهم تلك ، وكأن لسان حالهم يقول لا نجاح لحزمة الإصلاحات إلا متى تم استبدال الدعم العيني إلى دعم نقدي مباشر .
أصحاب هذه الآراء ، والذين أشدهم حماسة لهذا الرأي هم من رجال الأعمال ، ينظرون للأمر من زاوية واحدة فقط ، ويتغاضون بقصد أو بدونه عن تداعيات هذا الرأي إذا نفذ !!
رأي هؤلاء لا أحد يرفضه متى توفرت استحقاقاته . لكن في بلد لا توجد به وسيلة نقل عام واحدة ، وتتركز جل الخدمات العامة في المدن ، وخاصة طرابلس وبنغازي وسبها في رقعة جغرافية ضيقة . يجعل السيارة الشخصية وسيلة نقل إجبارية ، تأتي عند أغلب المواطنين على حساب اساسيات أخرى أكثر إلحاحا ، في سبيل أن تكون هذه الوسيلة في حالة جيدة دائما .
ولو سلمنا جدلا بجدوى الاستبدال في كبح جماح التهريب . فمن يضمن استمرارية صرف القيمة النقدية من الدعم ، ومن يضمن أن تكون القيمة حقيقية ؟
على سبيل المثال .. أين مقابل دعم السلع التموينية المتوقف منذ سنوات مع أنه مدرج في الميزانيات ؟
والدعم على المحروقات كان يشمل زيوت الصناعية ، والمواطن منذ سنوات يشتريه بمبالغ كبيرة ، وأمسى تغيير زيت محرك السيارة بمثابة كابوس مزعجا له ، لالتهامه نسبة كبيرة من راتبه !! فأين مقابله هو الآخر ؟
وفوق هذه المحاذير ، هناك أمر لا ينبغي غض الطرف عنه ، ألا وهو تدني مرتبات نسبة كبيرة من المواطنين . ورخص الوقود يتناسب مع هذا المستوى من المرتبات ، التي هي غير قادرة على تلبية استحقاقات الحياة اليومية من سلع غذائية وملابس وغيرها .
إن من يسوقون لهذا الرأي يعلمون جيدا أن لسان حال الشارع الليبي يقول " على الدولة أن توفر لمواطنيها حقوق المواطنة ، ومن ثم من حقها مطالبتهم بواجبات المواطنة " ، حيث لا مواصلات عامة ، ولا خدمات صحية جيدة ، ولا طرقات سليمة ، ولا مرتبات تتماشى من التضخم الجنوني للأسعار ، ولا إنارة كافية .
وبالتالي كان الأولى بأصحاب هذه الآراء الانحياز للمواطن ، بدلا من زيادته هما آخر على همومه المتراكمة . وعليهم إدراك أن الحل لهذه الإشكالية ، لا ينبغي أن يخرج من جيب المواطن ، إلا متى سبقت هذه الخطوة حزمة من الإجراءات التشريعية والقانونية والتنفيذية التي تضمن حق المواطن على المدى البعيد .
والأولى بالاهتمام . مكافحة التهريب بإجراءات فعالة ، أولها المجاهرة بالأمن في مناطق التهريب ، وإنفاذ القانون على من يثبت تورطه في التهريب الذي تتسيده مافيات متنفذة ، لأن حجم التهريب ووسائطه لا يقدر عليها مواطن بسيط ، أكثر ما يقدر على فعله هو تهريب عشرات اللترات داخل خزان سيارته، يضطر لدفع ربعها اتاوة كي يمر للجانب الآخر دون إزعاج .
ومن عينه على البلاد ، ينبغي أن ينظر بعينيه الاثنتين لا بعين واحدة .

إدريس أبوالقاسم